responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 152
النزاع
وَبعد ما هذبتم ظواهركم ايها المؤمنون المخلصون بهذه الأخلاق المرضية اعْبُدُوا اللَّهَ المتوحد في ذاته ووجوده المستقل في أفعاله وآثاره المترتبة على أوصافه الذاتية وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً من مصنوعاته اى لا تثبتوا الوجود والأثر لغيره إذ الأغيار مطلقا معدومة في أنفسها مستهلكة في ذاته سبحانه وَافعلوا بِالْوالِدَيْنِ اللذين هما سبب ظهوركم عادة إِحْساناً قولا وفعلا وَايضا بِذِي الْقُرْبى المنتمين إليكم بواسطتهما وَايضا الْيَتامى الذين لا متعهد لهم من الرجال وَالْمَساكِينِ الذين قد أسكنهم الفقر والفاقة في زاوية الهوان وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى هم الذين لهم قرابة جوار بحيث يقع الملاقاة معهم كل يوم مرتين وَالْجارِ الْجُنُبِ هم الذين لهم بعد جوار بحيث لا يتفق التلاقي الا بعد يوم او يومين او ثلثة ايام وَعليكم رعاية جار الصَّاحِبِ المصاحب بِالْجَنْبِ اى الذي معكم وفي جنبكم في السراء والضراء يصاحبكم ويعين عليكم وَابْنِ السَّبِيلِ المتباعدين عن الأهل والوطن لمصلحة دينية مثل طلب العلم وصلة الرحم وحج البيت وغير ذلك وَايضا من أهم المأمورات لكم رعاية ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ من العبيد والإماء والحيوانات المنسوبة إليكم وعليكم ان لا تتكبروا على هؤلاء المستحقين حين الاجسان ولا تنفقوا عليهم بالامتنان إِنَّ اللَّهَ المتعزز برداء العظمة والكبرياء لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالًا متكبرا يمشى بين الناس خيلاء فَخُوراً بفضله او ماله او نسبه او حسبه
يعنى الَّذِينَ يَبْخَلُونَ من أموالهم التي استخلفهم الله عليها معللين بانا لم نجد فقيرا متدينا يستحق بالصدقة وَمع كونهم بخلاء في نفوسهم يَأْمُرُونَ النَّاسَ ايضا بِالْبُخْلِ لئلا يلحق العار عليهم خاصة وَمع ذلك يَكْتُمُونَ من الحكام والعاملين ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ من الأموال خوفا من إخراج الزكوات والصدقات ومن عظم جرائم هؤلاء البخلاء الخيلاء أسند سبحانه انتقامهم الى نفسه وغير الأسلوب فقال وَأَعْتَدْنا اى قد هيأنا من غاية قهرنا وانتقامنا لِلْكافِرِينَ لنعمنا كفرانا ناشئا عن محض النفاق والشقاق عَذاباً طردا وحرمانا مؤلما وتخذيلا وإذلالا مُهِيناً
وَمن هؤلاء المطرودين بل أسوأ حالا منهم الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لا لامتثال امر الله وطلب رضاه بل رِئاءَ النَّاسِ ليعتقدوا لهم ويكتسبوا الجاه والرياسة بسبب اعتقادهم وَمع هذا التوهم المزخرف لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ الرّحيم التواب الكريم الوهاب وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ المعد لجزاء العصاة الغواة حتى يتوب عليهم ويغفر زلتهم وبالجملة هم من جنود الشياطين وقرنائه وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً حميما يحمله البتة على أمثال هذه الأباطيل الزائغة ويوقعه في اشباه هذه المهاوى الهائلة فَساءَ الشيطان قَرِيناً ايها المتوجهون الى الله الراغبون عما سواه فعليكم ان تجتنبوا عن غوائله
ثم قال سبحانه توبيخا لهم وتنبيها لغيرهم وَماذا يعرض عَلَيْهِمْ واى شيء يلحق لهم من المكروه لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ المتوحد في الألوهية المتفرد بالقيومية وَالْيَوْمِ الْآخِرِ المعد ليرى فيه كل جزاء ما عمل من خير وشر وَأَنْفَقُوا ما أنفقوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ خالصا لرضاه سبحانه بلا شوب المن والأذى والسمعة والرياء وَكانَ اللَّهُ المطلع بِهِمْ وبعموم ما صدر عنهم عَلِيماً بما في ضمائرهم ونياتهم بحيث لا يعزب عن حيطة علمه شيء مما كان ويكون وكيف يعزب عنه سبحانه شيء من أحوالهم
إِنَّ اللَّهَ المجازى لاعمالهم لا يَظْلِمُ عليهم ولا ينقص من أجورهم مِثْقالَ ذَرَّةٍ اى مقدار اجر ذرة صغيرة قريبة من العدم جدا

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست